أمير الكويت: قمّة الدوحة إضافة مُهمّة لعملنا المُشترك
- الاختلاف مطلوب على أن لا نصل لمرحلة الخلاف والتشاحن والقطيعة
- قادرون على هزيمة أي خلاف بأخوتنا التي تجسد المصير والتاريخ الواحد
- الظروف الإقليميّة بالغة الدقة تستدعي الحفاظ على مسيرة مجلس التعاون
- قلق وتخوف دفعنا لنعمل بكل الجدّ للحفاظ على مسيرة مجلسنا المُباركة
- كياننا الخليجي بات يُمثل الأمل والرجاء لأبناء دول مجلس التعاون
أكد صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة، في كلمة بلاده في الجلسة الافتتاحيّة لأعمال الدورة الخامسة والثلاثين للمجلس الأعلى لأصحاب الجلالة والسمو قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربيّة، أن القلق "المشروع" والتخوّف "المُبرّر" على مسيرة مجلس التعاون دفع إلى العمل بكل الجد والاجتهاد للحفاظ على هذه المسيرة في ظلّ ظروف إقليميّة بالغة الدقة.
وأعرب سموّه عن شكره لأخيه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المُفدّى ودولة قطر وشعبها على حسن الوفادة وكرم الضيافة والإعداد المُتميّز "لهذا اللقاء الهام الذي سيُشكل إضافة مُهمّة لعملنا المُشترك".
وقال سمو أمير دولة الكويت "ينعقد اجتماع مجلسنا اليوم على أرض دولة قطر الشقيقة في دورته الخامسة والثلاثين بعد عام من انعقاد آخر دورة له في دولة الكويت، عشنا خلاله قلقاً وتخوّفاً على مسيرة مجلسنا المُباركة دفعنا لنعمل بكل الجدّ والاجتهاد للحفاظ على هذه المسيرة وصيانة مكاسبها في ظلّ ظروف إقليميّة ودوليّة بالغة الدقة جعلت من قلقنا مشروعا وتخوّفنا مُبرّراً وانعكست على مسيرة عملنا المُشترك وأدخلته في حسابات كادت أن تعصف به وتنال من كياننا الخليجي الذي بات يُمثل الأمل والرجاء لأبناء دول المجلس".
وأضاف "إننا نؤمن أن الاختلاف في وجهات النظر وتباينها أمر طبيعي بل ومطلوب ولا يدعو إلى الجزع على أن لا نصل بذلك إلى مرحلة الخلاف والتشاحن والقطيعة التي ستقود بلا شك إلى إضعافنا وتراجع قدراتنا في الحفاظ على ما تحقق لنا من إنجازات.. وممّا يدعونا إلى البُعد عن الخلاف والقطيعة أننا نملك مقوّمات اللحمة والوحدة وبما يفوق كثيراً عناصر القطيعة وبهذه المُقوّمات وبالتواصّل والحوار الأخوي بيننا سنكون قادرين بعون الله أن نهزم أي خلاف ونسمو بأخوتنا التي تجسد المصير الواحد والتاريخ المُشترك".
وأشار سمو أمير الكويت إلى "أن الحديث عن الاتحاد بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربيّة وحتميّته والذي هو دون شك يمثل هدفاً وأملاً يتطلع إليه أبناء دول المجلس ويأتي انسجاماً مع نظامنا الأساسي وتفعيلاً لقرارات عملنا المُشترك يتوجّب علينا أن نعمل على خلق أساس صلب يُمهّد للدخول إلى مرحلة الاتحاد أساساً يُجسّد تجاوز الخلافات ويُحصّن تجربتنا".
ودعا سموّه إلى التفكير في تشكيل لجنة رفيعة المُستوى تضمّ خبراء اختصاصيين ومن ذوي الخبرة تتولى استكمال دراسة موضوع الاتحاد من مُختلف جوانبه بكل تأن وروية وترفع مرئيّاتها ومُقترحاتها بالصيغة المُثلى للاتحاد إلى المجلس الوزاري ومن ثمّ ترفع للمجلس الأعلى.
وأضاف سمو الشيخ صباح الأحمد قائلاً "أصحاب الجلالة والسمو.. لقد كان بعد نظركم وحكمتكم وحرصكم على هذه المسيرة المُباركة بما تحمله من وحدة المصير وروابط القربى والنسب امتثالاً لقول المولى جلّ وعلا (فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا لله ورسوله إن كنتم مُؤمنين) الأثر البالغ في تجاوز تلك الظروف الاستثنائيّة وذلك في اللقاء الأخوي الذي جمعنا في رياض الخير وبضيافة أخي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود والذي أتى ترسيخاً لروح التعاون الصادق وتأكيداً على المصير المُشترك وتجسيداً لتطلعات أبناء دول الخليج وأثمر عن التوصّل إلى اتفاق الرياض التكميلي لنتمكن من دعم هذا الصرح الشامخ وتحصينه في مُواجهة التحدّيات المُتصاعدة".
وأشار إلى أن من جملة التحدّيات التي تواجهها دول مجلس التعاون اليوم كدول مُنتجة ومُصدّرة للبترول انخفاض أسعاره إلى مُستويات باتت تؤثر على المداخيل وبرامج التنمية.. داعياً إلى "تعزيز مسيرة العمل الاقتصادي الخليجي المُشترك وإلى التأكيد على ضرورة تنفيذ مجموعة من القرارات الهامة التي تضمّنتها الاتفاقيّة الاقتصاديّة بين دول المجلس لنتمكن من مُواجهة آثار تلك التحدّيات "وننطلق بعلاقاتنا إلى ما يُحقق تكاملنا الاقتصادي المنشود ويُمكننا من الصمود في مُواجهة أي تطوّرات سلبيّة يُمكن لها أن تطرأ على واقعنا الاقتصادي".
وأعرب سموّه عن الأسى إزاء عجز المجتمع الدولي بكل ما يملكه من إمكانات عن تحقيق تقدّم ملموس في وقف هدير آلة القتل والدمار عن الاستمرار في حصد أرواح عشرات الآلاف في سوريا وتهجير الملايين في الداخل والخارج وتهديد للأمن والاستقرار ليس للمنطقة فحسب وإنما للعالم بأسره.
وشدّد على "إننا لا نزال أمام مسؤوليّة تاريخيّة وأخلاقيّة وإنسانيّة وقانونيّة تحتمّ علينا مضاعفة الجهود مع المُجتمع الدولي لوضع حدّ لهذه الكارثة الإنسانيّة والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين مؤكدين قناعتنا بأنه لا يمكن حلّ الصراع الدائر إلا بالطرق السلميّة وعبر تحرّك سياسي جاد يحقن دماء الأشقاء ويخفّف مُعاناتهم ونناشد في الوقت نفسه المُجتمع الدولي إزاء استمرار هذا الصراع إلى تكثيف الجهود ومُواصلتها لمُعالجة الجوانب الإنسانيّة له".
حول قضيّة الجزر الثلاث التابعة لدولة الإمارات العربيّة المُتحدة الشقيقة طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، دعا سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة،" الجُمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة الصديقة للاستجابة لمساعي دولة الإمارات العربيّة المُتحدة لحلّ القضيّة عن طريق المُفاوضات المُباشرة أو اللجوء إلى التحكيم الدولي" . وبشأن القضيّة الفلسطينيّة، أشار سموّه إلى أنه رغم الجهود الحثيثة التي تبذل لانتشال عمليّة السلام في الشرق الأوسط من تعثرها إلا أن تعنّت إسرائيل وإصرارها على الاستمرار في بناء المُستوطنات وتدنيس المُقدّسات وتكرار الاعتداءات على المسجد الأقصى ورفضها الانصياع إلى قرارات الشرعيّة الدوليّة حال دون تحقيق التقدم الذي نتطلع إليه في السلام العادل وأدّى إلى استمرار بقاء القضيّة الفلسطينيّة دون حلّ. وأكد سمو الشيخ صباح الأحمد الموقف الثابت في نبذ الإرهاب والتطرّف بكافة أشكاله وصوره وأياً كان مصدره أو دوافعه والالتزام التام بكافة القرارات الدوليّة الصادرة لمُعالجة هذه الظاهرة الخطيرة، مُشدّداً على أهمّية مُضاعفة الجُهود الدوليّة لمُواجهة الإرهاب وتخليص العالم من شروره. ونوّه سموّه بمُتابعة دولة الكويت باهتمام بالغ تطوّرات الأوضاع على الساحة اليمنيّة وما آلت إليه بسبب عدم التزام أحد الأطراف باتفاق السلم والشراكة الأمر الذي قوض فرص إحلال السلام والاستقرار وعرقل تنفيذ المُبادرة الخليجيّة.
وبشأن البرنامج النووي الإيراني، أشار سمو أمير دولة الكويت إلى أن المُفاوضات حوله لا تزال تمضي دون الوصول إلى اتفاق نهائي يُطمئن العالم بطبيعة ذلك البرنامج ويُمكّن الوكالة الدوليّة للطاقة الذريّة من مُمارسة إجراءاتها في مُراقبة المُفاعلات الإيرانيّة، مُشيداً في هذا الصدد بالجهود التي تبذلها سلطنة عُمان الشقيقة للمُساهمة في الوصول إلى الاتفاق المنشود، داعياً مُجدّداً إيران إلى ضرورة الالتزام التام بالتعاون مع المُجتمع الدولي ولا سيّما الوكالة الدوليّة للطاقة الذريّة وتطبيق أعلى معايير الأمن والسلامة في مُنشآتها النوويّة لتبديد مخاوف دول الجوار.
وحول الوضع في ليبيا، أوضح سمو أمير دولة الكويت أن ما تشهده ليبيا من نزاع مُسلح بين الفرقاء يدعو للقلق لما يُشكله من بُؤرة أخرى تهدّد الأمن والاستقرار، داعياً إلى ضرورة الإسراع في وقف فوري لأعمال العنف وإجراء مُصالحة وطنيّة عبر حوار يتمّ فيه تغليب العقل.
كما تقدّم سمو أمير دولة الكويت إلى كل من سلطنة عُمان ودولة الإمارات العربيّة المُتحدة ومملكة البحرين ودولة قطر بأسمى آيات التهاني والتبريكات بمُناسبة أعيادهم الوطنيّة.
وهنّأ سموّه في كلمته الأشقاء في مملكة البحرين على النجاح الذي تحقق للانتخابات النيابيّة والبلديّة التي جرت مُؤخّراً والتي شهدت مُشاركة شعبيّة كبيرة جسّدت روح المسؤوليّة العالية للأشقاء وحرصهم على التلاحم مع قيادتهم في إطار المشروع الإصلاحي الرائد الذي يرعاه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
كما هنّأ سموّه المُنتخب القطري لكرة القدم بمُناسبة حصوله على كأس الخليج في دورته الثانية والعشرين، مُشيداً بما قدّمه الفريق القطري من أداء مُميّز استحق على أثره هذا اللقب، كما تقدّم سموّه بالتهنئة للمملكة العربيّة السعوديّة على نجاحها في تنظيم هذه البطولة.
وكرّر صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة في ختام كلمته الشكر لأخيه صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المُفدّى وإلى حكومة وشعب دولة قطر الشقيقة. كما أعرب عن بالغ شكره لسعادة الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربيّة ولإخوانه الأمناء العامين المُساعدين ولكافة العاملين في الأمانة العامة للمجلس على جهودهم الحثيثة في مُتابعة تنفيذ قرارات الدورة السابقة والإعداد المُتميّز لأعمال هذه الدورة.